التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هنالك دعا زكريا ربه”

التحليل النفسي لآية “هنالك دعا زكريا ربه”

زكريا كان يبي ولد، بس العمر راح وهو وزوجته ما جابوا عيال. داخله كان في يأس، مثل اللي يعيش سنين وهو متعود على فكرة “ماكو أمل”، فتبرمجت نفسه على إنه مستحيل يصير عنده ولد. هني ندخل بعلم النفس، لما الواحد يتبرمج على قناعة سلبية، مخه يصير يفلتر أي شي ممكن يعطيه أمل، لأن اللاوعي يشتغل على تثبيت القناعات القديمة.

بس شنو اللي صار؟
شاف مريم، بنت صغيرة، محجورة بالمحراب، ما تطلع ولا تشتغل، ومع ذلك عندها رزق يايها من حيث لا تحتسب. زكريا استغرب، انصدم، لحظة إدراك قوية صارت داخله، مثل “شلون؟ من وين لها هالرزق؟”، فلما سألها وردت عليه “هو من عند الله”، هني صار عنده انقلاب داخلي.

اللاوعي ماله انكسر، ليش؟ لأنه شاف قدام عينه دليل حي إن الأرزاق مو بشرية، وإن المنطق البشري مو دايماً يحكم الأمور. وهذا الشي غير البرمجة اللي كان متبرمج عليها طول عمره.

هني ندخل على لحظة التحول النفسي:
في علم النفس، عندنا شي اسمه “الـ Cognitive Shift” أو التحول الإدراكي، وهو لما الشخص يقتنع داخليًا بشي كان يظنه مستحيل. زكريا قبل كان مقتنع إنه “أنا كبير وزوجتي عقيم = ماكو عيال”، بس الحين اللاوعي عطاه معادلة يديدة: “الله يرزق من غير أسباب منطقية” = إذن أنا ممكن أحصل ولد.

فشنو سوى؟
“هنالك دعا زكريا ربه”
الكلمة هني مو بس تشير لمكان، بل تشير للحظة وعي، للحظة اللي تغير فيها كل شي داخله، لحظة كسر القيد النفسي اللي كان حاجبه عن الدعاء. زكريا كان ممكن يدعي من زمان، بس الفرق إنه الحين دعا بـ”إيمان داخلي كامل”، بدون شكوك، بدون استسلام، بدون صوت داخلي يقوله “مو معقولة”.

شنو نستفيد إحنا من هالتحليل؟

وايد مرات إحنا نكون مثل زكريا قبل هاللحظة، نكون مقتنعين إنه “ماكو حل”، “ماكو رزق”، “ماكو زواج”، “ماكو علاج”، لأن عندنا قناعة إن “كل الأسباب ضدي”، بس الحقيقة؟ المشكلة مو بالأسباب، المشكلة بالبرمجة اللي حاطينها داخلنا.

الحل؟ ننتبه للرسائل اللي الله يطرشها لنا، يمكن تكون قصة سمعناها، شخص شفناه، موقف استغربناه. لما نشوف شي يخرّب علينا قناعاتنا السلبية، لا نقاومه، لازم نتعلم منه ونسمح حق اللاوعي يتغير.

الخلاصة:
زكريا ما دعا إلا لما تغير إدراكه، وهذا أكبر درس لنا. لما نبي شي، لازم نبدأ من داخلنا، نغير قناعاتنا ونفتح مجال للإيمان، لأن بدون الإيمان الداخلي، حتى الدعاء ما يكون من القلب.

فكر، شنو القناعة اللي ماسكها داخلك وتحتاج تكسرها عشان يوصلك اللي تبيه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الآية “إني معكما أسمع وأرى”

الآية “إني معكما أسمع وأرى” فيها دعم نفسي عميق، تعطي طمأنينة وأمان، وهذا شيء كل إنسان يحتاجه لما يكون بموقف صعب.التحليل النفسي  1. الأمان النفسي • الإنسان لما يواجه موقف صعب، دايمًا يحوشه خوف وقلق، خصوصًا إذا حس إنه بروحه. الله بهالآية يقول حق موسى وهارون “أنا وياكم، أسمعكم وأشوفكم”، يعني مو بروحكم بهالمواجهة. هالكلام يعطيهم إحساس بالأمان النفسي، ويخفف من الخوف والقلق. 2. ضبط المشاعر • أي واحد يواجه موقف يخوف، طبيعي تحوشه مشاعر مثل الخوف أو التردد. هالآية تساعد على تنظيم المشاعر، لأن فيها طمأنينة تخلي الإنسان يهدا ويشيل عنه التوتر، فيقدر يركز ويتصرف بثبات بدال ما يكون مرتبك. 3. تغيير طريقة التفكير • بالمواقف الصعبة، أحيانًا عقلنا يركز على السلبيات، بس لما نسمع إن فيه دعم وناس معانا، عقلنا يبتدي يشوف الأمور بطريقة ثانية. هني الآية غيرت نظرة موسى وهارون من “إحنا بروحنا ضد فرعون” إلى “الله معانا يسمع ويرى”، وهذا التغيير يخلي الإنسان يحس بالقوة بدال ما يحس بالعجز. 4. تعزيز الثقة بالنفس • أي إنسان لما يحس إن فيه أحد وراه ويسانده، ثقته بنفسه تزيد. هالآية تعطي إحساس إن الج...
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)  ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً  ( 28 )  فَادْخُلِي فِي عِبَادِي  ( 29 )  وَادْخُلِي جَنَّتِي ( 30 ) الوصفة النفسية من هذه الآية هي كيفية التعامل مع اضطراب الموت  نبدأ بسؤالين  س١:هل الموت مؤلم ؟ س٢:ماذا يحدث بعد الموت ؟ تجيب هذه الآية على  السؤالين بدقة  س١: الله وصف الموت على انه لحظة اطمئنان للروح بوصف بداية الآية يا ايتها النفس المطمئنه. ::: وهذا دليل ان الروح ترغب وتريد ان ترجع لاصلها لله الا ان الحياة مرحلة يجب ان تخوضها  وهذا أكبر دليل من وجهة نظر نفسية ان الموت راحة وامان وليس الم  س٢: يحدث ان ترجع الروح وتحصد نتائج ما قدمت  بعدل الهي عظيم انت تذهب الامتحان وتختبر وتحصل على النتائج وتاخذ شهادتك كذلك في الحياة الهدف هو الموت والحصول على شهادة الدخول الى المكان الذي يناسب ما قدمنا واختبرنا   كيف نتعامل مع الموت في هذه الآية  التمرين  ١- انشغل بحياتك واعد لها بشكل جيد  لتستعد لهذه اللحظة  ٢- اطمئن فالله معك لذلك...

التفسير النفسي والبعد العميق لآية: “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ” (القمر: 10)

التفسير النفسي والبعد العميق لآية: “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ” (القمر: 10) هالآية تعبر عن شعور الواحد لما يوصل لمرحلة خلاص، ما عنده حيلة، كل الأبواب تسكرت بويهه، ويحس إن الدنيا طاحت عليه، فيصرخ من داخل قلبه ويقول: “يا رب، إني مغلوب، فانتصر!” البعد النفسي لها: 1. اعتراف بالضعف والانكسار: • لما تقول “إني مغلوب”، معناته إنك وصلت لآخر حدودك، حاولت وسويت كل اللي تقدر عليه، لكن الدنيا ما مشت معاك. • هذا الشعور طبيعي، لأن أحيانًا الإنسان يحتاج يعترف إنه تعبان قبل لا يلقى الحل. 2. اللجوء للقوة الأكبر: • لما تحس إنك خلاص ما عندك مخرج، ترفع يدك وتطلب العون. هني يكون التسليم لله مو ضعف، لكنه قوة، لأنك تعرف إن في أحد أقوى منك قادر ينصرك. • بعلم النفس، يسمونه إعادة التأطير، يعني بدل ما تشوف مشكلتك على إنها نهاية، تشوفها على إنها مرحلة بتمر، وعون الله بيكون معاك. 3. الرغبة في الانتصار: • كلمة “فانتصر” تعني إن الواحد حتى لو كان مكسور، ما زال عنده أمل يقوم مرة ثانية. • مرات، الشعور بالانكسار هو أول خطوة للنصر، لأن بعده يبتدي التغيير الحقيقي. شلون ت...