التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد”،

فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد”، والمعنى العميق وراها قوي جدًا من الناحية النفسية.
اولا المعنى المتعارف عليه  : ان في عالم كثير وعميق واكبر من بصرنا وبصيرتنا ما نشوفه لان حدود البصر عندنا محدوده. بحكم ان عايشين في الحياة الدنيا. وهي. اول درجات الوعي ولا بمكن استعيباب الاعمق. من ذلك الا لفئة قليله جدا جدا 

تخيل إنك طول عمرك داش بعالم مليان ضباب، مو شايف الصورة عدل، كل شيء عندك مغبش، وكل قناعاتك مبنية على اللي تعودت عليه، مو على الحقيقة الصافية. فجأة، لما تنكشف الحقيقة، تحس كأنك قاعد تشوف لأول مرة بعين ثانية، بعين ما تطوفها التفاصيل، بعين صارت “حديد”، يعني حادة، صافية، تشوف كل شيء مثل ما هو، بلا تزييف، بلا فلتر، بلا تبريرات نفسية تخليك مرتاح.

من ناحية نفسية، الإنسان طول عمره يشوف الدنيا من خلال قناعاته، أفكاره، تجاربه، والـ”غشاوة” اللي على عيونه، سواء كانت خوف، كبر، قناعات سابقة، أو حتى تربية غلط. بس لما تنكشف هالغشاوة، ينصدم، يشوف الحقيقة المجردة، بدون مؤثرات، بدون عذر، بدون خداع ذاتي. وهني عاد الصدمة تصير قوية، لأن العقل يرفض الحقيقة اللي ما تعود عليها.

أما الحديد، فالآية مو بس تتكلم عن الوضوح، تتكلم بعد عن القوة، إن بصيرتك تصير قوية، صلبة، ثابتة، ما تتأثر بأي شي خارجي، لأنه الحديد بعد نازل من السماء، مو شي متكون من الأرض. معناته إن الوضوح الحقيقي مو بشري، مو دنيوي، مو مبني على هواك، إنما هو وحي من السماء، نور يجيك لما تكون مستعد تشوف.

وهذا الشي يخلينا نسأل: إحنا ليش نعيش بغشاوة؟ ليش نخاف نشوف الحقيقة؟ يمكن لأن الحقيقة مسؤولية، يمكن لأنها تتطلب منا نغير حياتنا، ويمكن لأن الغشاوة أريح لنا، بس لما تنكشف، خلاص، ماكو عذر، إما تتقبل وتتحرر، أو تنكر وتضيع أكثر.

فالسؤال اللي يطرح نفسه: هل تجرؤ تشوف بعين “حديد”

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الآية “إني معكما أسمع وأرى”

الآية “إني معكما أسمع وأرى” فيها دعم نفسي عميق، تعطي طمأنينة وأمان، وهذا شيء كل إنسان يحتاجه لما يكون بموقف صعب.التحليل النفسي  1. الأمان النفسي • الإنسان لما يواجه موقف صعب، دايمًا يحوشه خوف وقلق، خصوصًا إذا حس إنه بروحه. الله بهالآية يقول حق موسى وهارون “أنا وياكم، أسمعكم وأشوفكم”، يعني مو بروحكم بهالمواجهة. هالكلام يعطيهم إحساس بالأمان النفسي، ويخفف من الخوف والقلق. 2. ضبط المشاعر • أي واحد يواجه موقف يخوف، طبيعي تحوشه مشاعر مثل الخوف أو التردد. هالآية تساعد على تنظيم المشاعر، لأن فيها طمأنينة تخلي الإنسان يهدا ويشيل عنه التوتر، فيقدر يركز ويتصرف بثبات بدال ما يكون مرتبك. 3. تغيير طريقة التفكير • بالمواقف الصعبة، أحيانًا عقلنا يركز على السلبيات، بس لما نسمع إن فيه دعم وناس معانا، عقلنا يبتدي يشوف الأمور بطريقة ثانية. هني الآية غيرت نظرة موسى وهارون من “إحنا بروحنا ضد فرعون” إلى “الله معانا يسمع ويرى”، وهذا التغيير يخلي الإنسان يحس بالقوة بدال ما يحس بالعجز. 4. تعزيز الثقة بالنفس • أي إنسان لما يحس إن فيه أحد وراه ويسانده، ثقته بنفسه تزيد. هالآية تعطي إحساس إن الج...
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)  ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً  ( 28 )  فَادْخُلِي فِي عِبَادِي  ( 29 )  وَادْخُلِي جَنَّتِي ( 30 ) الوصفة النفسية من هذه الآية هي كيفية التعامل مع اضطراب الموت  نبدأ بسؤالين  س١:هل الموت مؤلم ؟ س٢:ماذا يحدث بعد الموت ؟ تجيب هذه الآية على  السؤالين بدقة  س١: الله وصف الموت على انه لحظة اطمئنان للروح بوصف بداية الآية يا ايتها النفس المطمئنه. ::: وهذا دليل ان الروح ترغب وتريد ان ترجع لاصلها لله الا ان الحياة مرحلة يجب ان تخوضها  وهذا أكبر دليل من وجهة نظر نفسية ان الموت راحة وامان وليس الم  س٢: يحدث ان ترجع الروح وتحصد نتائج ما قدمت  بعدل الهي عظيم انت تذهب الامتحان وتختبر وتحصل على النتائج وتاخذ شهادتك كذلك في الحياة الهدف هو الموت والحصول على شهادة الدخول الى المكان الذي يناسب ما قدمنا واختبرنا   كيف نتعامل مع الموت في هذه الآية  التمرين  ١- انشغل بحياتك واعد لها بشكل جيد  لتستعد لهذه اللحظة  ٢- اطمئن فالله معك لذلك...

التفسير النفسي والبعد العميق لآية: “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ” (القمر: 10)

التفسير النفسي والبعد العميق لآية: “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ” (القمر: 10) هالآية تعبر عن شعور الواحد لما يوصل لمرحلة خلاص، ما عنده حيلة، كل الأبواب تسكرت بويهه، ويحس إن الدنيا طاحت عليه، فيصرخ من داخل قلبه ويقول: “يا رب، إني مغلوب، فانتصر!” البعد النفسي لها: 1. اعتراف بالضعف والانكسار: • لما تقول “إني مغلوب”، معناته إنك وصلت لآخر حدودك، حاولت وسويت كل اللي تقدر عليه، لكن الدنيا ما مشت معاك. • هذا الشعور طبيعي، لأن أحيانًا الإنسان يحتاج يعترف إنه تعبان قبل لا يلقى الحل. 2. اللجوء للقوة الأكبر: • لما تحس إنك خلاص ما عندك مخرج، ترفع يدك وتطلب العون. هني يكون التسليم لله مو ضعف، لكنه قوة، لأنك تعرف إن في أحد أقوى منك قادر ينصرك. • بعلم النفس، يسمونه إعادة التأطير، يعني بدل ما تشوف مشكلتك على إنها نهاية، تشوفها على إنها مرحلة بتمر، وعون الله بيكون معاك. 3. الرغبة في الانتصار: • كلمة “فانتصر” تعني إن الواحد حتى لو كان مكسور، ما زال عنده أمل يقوم مرة ثانية. • مرات، الشعور بالانكسار هو أول خطوة للنصر، لأن بعده يبتدي التغيير الحقيقي. شلون ت...